موضوع: مش كان نفسك تبقى معاه السبت يوليو 09, 2011 2:34 am
قصتنا النهاردة فى مدينة الكوفة هناك فى العراق بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنوات
الصحابى الجليل حذيفة بن اليمان قاعد مع فتية من أهل الكوفة
فواحد منهم قال : لقد رأيتم رسول الله وصحبتموه ؟
فقال حذيفة : نعم يابنى .
قال : فكيف كنتم تصنعون ؟
فقال : والله لقد كنا نجهد
كنا فى مشقة شديدة
فقال :
والله لو أدركناه ما تركناه يمشى على الأرض ولجعلناه على أعناقنا .
بيقولوا ده إحنا لو كنا معاه صلى الله عليه وسلم مش هنسيبه يمشى على الأرض , هنشيله من على الأرض شيل
فذكر له حذيفة رضوان الله عليه موقفا لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علشان يوضح له إن الحكاية مش سهلة زى ماهو فاهم
ياترى ايه الموقف ده ؟
حكى له حكايته يوم غزوة الخندق
يوم الحرب النفسية التى كانت بين المسلمين فى المدينة وجيوش الشرك تحاصرهم وبيستعدوا للقضاء عليهم وتصفيتهم
المسلمون محاصرون فى برد شديد وجوع شديد وخوف شديد
خوف ؟!! خوف ليه ؟!!
خوف بسبب الخيانة , خيانة المنافقين وانشقاق الصف الداخلى وخيانة يهود بنى قريظة داخل المدينة
خوف بسبب إنهم مش عارفين الجيوش الضخمة المتجمعة من كل القبائل واللى ناويين يقضوا عليهم ويزيلوا الإسلام من الوجود , مش عارفينهم ناويين على ايه ولا بيفكروا إزاى
وفى لحظات الرعب دى النبى صلى الله عليه قائم بين يدى ربه يناجيه ويدعوه ويتضرع إليه أن يرفع عنهم الكرب
والصحابة دافنين نفسهم فى الرمل من البرد
النبى صلى الله عليه وسلم يخلص ثم ينادى فيهم : من يأتينى بخبر القوم وهو رفيقى فى الجنة .
ومش بس كده ده النبى صلى الله عليه وسلم اشترط له الرجعة يعنى بيطمنه أنه هيرجع هيرجع
لكن الإمتحان صعب
أى نعم المكافاة مرافقة النبى فى الجنة
لكن برده الإمتحان صعب
فالنبى صلى الله عليه وسلم يرجع يصلى وبعدين يرجع لهم تانى
" من يأتينى بخبر القوم وهو رفيقى فى الجنة "
وبرده مفيش حد عايز يقوم
إلى أن قال النبى صلى الله عليه وسلم : " قم يا حذيفة "
يقول حذيفة : فما وجدت من أمر رسول الله بد
لطالما أمر يبقى لازم يطاع مفيش بُد مفيش مهرب مفيش مفر مفيش حجج وأعذار كاذبة
النبى صلى الله عليه وسلم أخبره ألا يحدث فيهم شيئا يعنى يدخل بينهم من غير ما يحسوا بوجوده وضرب على صدره فانطلق كانما يمشى فى حـمّام
خلاص معادش حاسس بالبرد
وصل هناك ودخل متخفى فى ظلام الليل وأبوسفيان قائد جيش الشرك ( قبل ما يسلم ) حس إن فيه حد غريب بينهم
فأمرهم إن كل واحد يشوف مين اللى جنبه
فبسرعة وبذكاء سيدنا حذيفة راح سأل الراجل اللى جنبه : من أنت ؟ فقال الرجل : فلان .
وبعدين سمع أبو سفيان بيأمرهم بالرحيل وفك الحصار بعد ما تعبوا من غير فايدة , وكان سيدنا حذيفة على وشك أنه يقتل أبوسفيان لأن كان على مقربة منه لكنه حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يحدث فيهم شيئا
فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمجرد ما دخل أحس بالبرد فأخبر النبى صلى الله عليه وسلم فأعطاءه عباءته فنام فيها
الشاهد من القصة قول الفتى الكوفى لسيدنا حذيفة رضى الله عنه : والله لو أدركناه ما تركناه يمشى على الأرض ولجعلناه على أعناقنا .
طب لو أنت كنت معاه كنت هتعمل ايه ؟!!
أنت مش كان نفسك تبقى معاه ؟!!
مش كان نفسك تبقى أنت سيدنا أبوبكر وتبقى رفيق النبى فى الهجرة وتفديه بنفسك ومالك ؟!!
ومش كان نفسك تبقى أنت طلحة بن عبيد الله وتحمل النبى صلى الله عليه وسلم والمشركين بيطاردوه فى غزوة أحد ؟!!
وأنتى مش كان نفسك تبقى أم عمارة وتدافعى عن النبى صلى الله عليه وسلم يوم أحد فيقولك : من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟ ويقولك : تمنى يا أم عمارة . فتقولى له : نتمنى رفقتك فى الجنة يا رسول الله ؟!!
كان نفسنا كلنا لكن للأسف إحنا......
مننفعش
أيوه مننفعش
ربنا اختار الصحابة للنبى صلى الله عليه وسلم لأن قلوبهم أطهر قلوب زى ما سيدنا عبدالله بن مسعود قال : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاختاره لرسالته ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته
عرفت متنفعش ليه تبقى صحابى لأنك مكنتش هتقدر تتحمل الجهد والمشقة اللى بذلها هذا الجيل الفريد , الجيل اللى مهدوا طريق الإسلام بدمائهم ورفعوا راية مجده على جماجمهم